أشعر دائما بإضطراب شديد إزاء كل جديد ، أتذكر حينما بدأ صدري يستدير فى مرحلة النضج ، كنت دائما اخفيه وراء الكتب أو شنطتى المدرسية
كنت أرتدى الباديهات الضيقة جدا وفوقها قميص واسع حتى تختفى معالم كل شىء
ثم تجاوزت تلك الفترة بكل صعوباتها وكل أفعالى الحمقاء.. لتبدأ حماقات أخرى
دخلت الجامعة وكنت مولعة بأفلام وأدبيات ثورات المجتمعات الأخرى ، قررت البحث بكل حماسة عن شكل إعتراضى داخل الجامعة ، لكن أملى ضاع ..الإخوان مسيطرين على الجامعة ومفيش غير قلة من الناصرين
تابعت الأفعال الإحتجاجية وانضممت لكثير منها دون تنظيم أو حتى دون تبلور ايديولوجى ، لكنى دائما كنت أدرك بأنى ارفض القوالب المصمتة ، اثور على تقاليد بلامعنى ولىّ عليها الزمن
تفاعلت مع انتفاضة 2000، وغزو العراق 2003
كنت اتعامل مع الأشياء لأول مرة ، اتحسسها ، اكتشفها ثم أعيد إكتشافها مرارا
تلك كانت حقيقتى ، لم تكن لى علاقة بمن حولى ، تعاملت بأحلامى المسرحية، كنت اصدق كل شىء وأى شىء ، رأيت السياسة رومانتيكية ، حالمة
كنت دائما اغرق داخل أفكارى ، مازلت أرى ذلك العالم المضىء ، تتساوى فيه البشر ، عالم تحكمه الإنسانيات والحرية قبل أى شىء
صدقت كل الكلمات التى مرت على أذنى
وتخرجت من الجامعة ،اقتربت اكثر من السياسة ومن المدعين ، لم اكن اعرف انهم كذلك، تعمقت معهم
ثم تهاوت أحلامى حين إكتشفت زيف وقبح واقعهم
رأيت التقدمى وقد أصبح التخلف والجمود مرجعيته الوحيدة
رأيت الثورية وقد إرتدت حجابا للعمل المشترك مع الإخوان فى مواقعهم
رأيت مدعي الديمقراطية أكثر ديكتاتورية وذاتية ومنفعة من الجميع
رأيت التائه بين الجميع ، يحاول إرضائهم لكنه لم يفكر لحظة فى إرضاء نفسه ، لم يعرف الوصول للأعلى ولا للأسفل فتعلق بإرادته أو
رغما عنه في منتصف الملعب.. كنت أتذوق براءته الفطرية ، أشفق عليه .,. ولازلت
أما الجميع فقد إنكشفوا أمامى (قد تكون كلمة الجميع مبالغة ، لكنى أقصد أغلب من تعاملت معهم ) ، وأنا سأظل أبحث عن حلمى خارج دائرتكم وأشربوه بمفردكم
